أسرار القذافي تتكشف.. قصة نجله وفريق الكرة والسجناء 'المنسيين' والطالب المغدور في بنغازي
2011-04-21بنغازي ـ د ب أ: كانت ليبيا على مدى عقود بلدا للأسرار الغامضة، فقد كان المظلوم فيها يؤثر الصمت خوفا من التعذيب أو القتل أو لاعتبارات قبلية. أما الآن وبعد أن فقد العقيد معمر القذافي سيطرته على شرق ليبيا فقد بدأ الصندوق الأسود الليبي ينفتح شيئا فشيئا لتظهر منه أهوال.
كانت ليبيا بلدا للخوف والصمت، ولا يزال الخوف موجودا لأن قوات العقيد معمر القذافي لا تزال تحاصر عدة مدن حتى بعد شهرين من الصراع بين القذافي والثوار. ولكنّ هناك شروخاً بدأت تظهر على هذا الحاجز من الصمت في شرق ليبيا حيث تولى الثوار السيطرة على المدن هناك.
وبدأت قصص عن العنف والبطش والاستبداد والسادية في الظهور، قصص شبيهة بتلك التي وقعت إبان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، قصص عن طالب من بنغازي قتل لأنه أدلى أثناء إحدى المحاضرات بتعليق منتقداً شعار القذافي الذي يؤكد فيه على أن السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب.
ومن هذه القصص قصة نادي كرة القدم الذي أغلق بسبب خلافات مع نجل القذافي المغرم بكرة القدم، السعدي، وقصة السجناء الذين ظلوا رهن السجن سنوات طويلة وفي ظروف بشعة وبدون أن ترفع ضدهم دعوى.
لم يجرؤ الشاب محمد عبدالله (22 عاما) والذي يدرس علم الاجتماع على السؤال عن حال صاحبه الطالب وما حدث معه بعد أن تجرأ قبل خمس سنوات على السؤال بصراحة: 'أين هي إذن الثروات والأسلحة؟ أنا لم أحصل على شيء منها'.
وبعد أسبوع من هذا السؤال حملت أسرة الطالب ابنها وشيعته للقبر ولم يتجرأ أحد على السؤال عن سبب الوفاة ولم يعد أقرانه من الطلاب يذكرون اسمه.
وعن ذلك قال عبدالله الذي اصيب في اجدابيا بهدوء:'لم يكن أحد يعرف أي الأشخاص يمكن الثقة بهم، فقد اختفى الكثيرون للأبد بسبب التفوه بكلمة واحدة'.
ولا يزال عبد الحميد بوليفا (45 عاما) يشعر وكأن هذه الحرية الجديدة غريبة عليه، فلا يكاد هذا الرجل ذو الشعر الأحمر والنظرة الحزينة يتحدث عن الماضي حتى تدمع عيناه. ومع ذلك فهو سعيد في الوقت ذاته بأنه استطاع أخيرا أن يتحدث بصراحة عن السنوات المخيفة والتي رأى أنها صنعت منه رجلا فقد الإيمان بوجود الخير في الناس حيث قبع في سجن بوسليم سيىء السمعة في الفترة من عام 1994 حتى عام 2003.
لم يصرح له في السنوات الأولى أن يستقبل زائرين ولم ير ضوء النهار على الإطلاق، وكان مع 9 إلى 15 شخصا آخرين في زنزانة مظلمة بلا نافذة، وكان يحصل كل منهم يوميا على طبق به 100 جرام من الأرز وماء كوجبة غذاء 'لدرجة أن الجوع كان يدفعنا لأكل القش مثل الحيوانات، ذلك القش الذي كانوا يفرشون به الزنزانة'.
ويحكي بوليفا بصوت خفيض: 'كانوا يحضروننا ليلا واحدا واحدا من الزنزانة. كان علي أن أرتمي على الأرض ووجهي لها ثم يضع حارس السجن قدمه فوق رقبتي، في حين كان آخر يضرب ظهري بسلك، لقد كان تعذيبا محضا، بلا استجواب، لم يوجهوا أسئلة إلينا'.
ثم حكم قاضي ليبي لبوليفا بالبراءة عام 2003، دون أن يعرف بوليفا، ومهنته فني، سبب سجنه أصلا. أما الآن فهو يكسب رزقه بعمل يده في السوق الرئيسي لبنغازي. وعن سبب سجنه قال بوليفا: 'أعتقد أنه كان بسبب إطلاقي اللحية وترددي بشكل منتظم على المسجد'.
ورغم أن المحكمة قضت له ولغيره من سجناء بوسليم بتعويض مالي إلا أنهم لم يحصلوا عليه حتى الآن.
كانت ليبيا بلدا للخوف والصمت، ولا يزال الخوف موجودا لأن قوات العقيد معمر القذافي لا تزال تحاصر عدة مدن حتى بعد شهرين من الصراع بين القذافي والثوار. ولكنّ هناك شروخاً بدأت تظهر على هذا الحاجز من الصمت في شرق ليبيا حيث تولى الثوار السيطرة على المدن هناك.
وبدأت قصص عن العنف والبطش والاستبداد والسادية في الظهور، قصص شبيهة بتلك التي وقعت إبان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، قصص عن طالب من بنغازي قتل لأنه أدلى أثناء إحدى المحاضرات بتعليق منتقداً شعار القذافي الذي يؤكد فيه على أن السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب.
ومن هذه القصص قصة نادي كرة القدم الذي أغلق بسبب خلافات مع نجل القذافي المغرم بكرة القدم، السعدي، وقصة السجناء الذين ظلوا رهن السجن سنوات طويلة وفي ظروف بشعة وبدون أن ترفع ضدهم دعوى.
لم يجرؤ الشاب محمد عبدالله (22 عاما) والذي يدرس علم الاجتماع على السؤال عن حال صاحبه الطالب وما حدث معه بعد أن تجرأ قبل خمس سنوات على السؤال بصراحة: 'أين هي إذن الثروات والأسلحة؟ أنا لم أحصل على شيء منها'.
وبعد أسبوع من هذا السؤال حملت أسرة الطالب ابنها وشيعته للقبر ولم يتجرأ أحد على السؤال عن سبب الوفاة ولم يعد أقرانه من الطلاب يذكرون اسمه.
وعن ذلك قال عبدالله الذي اصيب في اجدابيا بهدوء:'لم يكن أحد يعرف أي الأشخاص يمكن الثقة بهم، فقد اختفى الكثيرون للأبد بسبب التفوه بكلمة واحدة'.
ولا يزال عبد الحميد بوليفا (45 عاما) يشعر وكأن هذه الحرية الجديدة غريبة عليه، فلا يكاد هذا الرجل ذو الشعر الأحمر والنظرة الحزينة يتحدث عن الماضي حتى تدمع عيناه. ومع ذلك فهو سعيد في الوقت ذاته بأنه استطاع أخيرا أن يتحدث بصراحة عن السنوات المخيفة والتي رأى أنها صنعت منه رجلا فقد الإيمان بوجود الخير في الناس حيث قبع في سجن بوسليم سيىء السمعة في الفترة من عام 1994 حتى عام 2003.
لم يصرح له في السنوات الأولى أن يستقبل زائرين ولم ير ضوء النهار على الإطلاق، وكان مع 9 إلى 15 شخصا آخرين في زنزانة مظلمة بلا نافذة، وكان يحصل كل منهم يوميا على طبق به 100 جرام من الأرز وماء كوجبة غذاء 'لدرجة أن الجوع كان يدفعنا لأكل القش مثل الحيوانات، ذلك القش الذي كانوا يفرشون به الزنزانة'.
ويحكي بوليفا بصوت خفيض: 'كانوا يحضروننا ليلا واحدا واحدا من الزنزانة. كان علي أن أرتمي على الأرض ووجهي لها ثم يضع حارس السجن قدمه فوق رقبتي، في حين كان آخر يضرب ظهري بسلك، لقد كان تعذيبا محضا، بلا استجواب، لم يوجهوا أسئلة إلينا'.
ثم حكم قاضي ليبي لبوليفا بالبراءة عام 2003، دون أن يعرف بوليفا، ومهنته فني، سبب سجنه أصلا. أما الآن فهو يكسب رزقه بعمل يده في السوق الرئيسي لبنغازي. وعن سبب سجنه قال بوليفا: 'أعتقد أنه كان بسبب إطلاقي اللحية وترددي بشكل منتظم على المسجد'.
ورغم أن المحكمة قضت له ولغيره من سجناء بوسليم بتعويض مالي إلا أنهم لم يحصلوا عليه حتى الآن.
المصدر : القدس العربي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire