-->

  

  CasaBook    

29/08/2016

الشيخ السلفي حماد القباج يدلي بدلوه في قضية الخلوة على شاطئ البحر

انفجرت في المغرب يوم الأحد 21 غشت 2016 فضيحة، و الله أعلم، فضيحة إلقاء القبض من طرف الشرطة على شيخ واعظ و سيدة داعية و واعظة في الصباح الباكر؛ داخل سيارة مرسيديس متوقفة بجانب الشاطئ. و حيث أن ما اختلى رجل بامرأة إلا و كان الشيطان ثالثهما؛ فقد ادعى أو أقر الداعية بأنه تربطه بالسيدة الداعية كذلك و زميلته في العمل، تربطه بها علاقة زواج عرفي غير مكتوب لرفض لمعارضة عائلتيهما الزواج.
تجندت الصحافة المغربية لمهاجمة المعنيين بالأمر و اتهامهما بالزنا و الرذيلة؛ و خرج عدد من الشيوخ الدعويين و السلفيين للدفاع عن المعنيين.
مثلا الشيخ حماد القباج كتب ما يلي دفاعا عن المتهمين :

مهما حاول الذين يتبعون الشهوات ويفجرون في الخصومات؛ تلويث سمعتها الطاهرة؛ ستبقى سمعة الأخت الداعية فاطمة النجار شامخة تحدث الأجيال الحالية بدروس الاستقامة والعفة التي يتصل سندها بدعوة الإسلام الأولى التي أشرقت شمسها على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ..
ومن أبرزهم الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما؛ أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين، التي حاولت كلاب الفجور السياسي أن تلغ في عرضها الطاهر بلعاب نجس نتن ..
فذهبت النجاسة وبقيت الطاهرة صامدة في طريق الدعوة والتبليغ عن الله ورسوله؛ مفتية يرجع إليها العلماء في كبرى المسائل والقضايا، ومحدثة يصنفها علماء الحديث في درجة المكثرين من الرواية، وفقيهة ومفسرة وشاعرة ..
رصيد علمي متميز ومجهود دعوي فائق وإصلاح سياسي وتربوي توخى المصلحة والخير للأمة؛ مع تعبد متين وخلق قويم..
سيرة مباركة غسلت نجاسة الإفك سبع غسلات آخرهن بالتراب ..
فبقيت بإرادة الله تعالى طاهرة مطهرة تقدم لأخواتها من كل الأجيال القدوة الحسنة في الصبر والتضحية والاستمرار في طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإن أفك الأفاكون وافترى المفترون ..
في أحد أسفاره؛ كانت عائشة رضي الله عنها برفقة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. فاضطرت للابتعاد قليلا عن القافلة وذهبت تبحث عن عقد افتقدته ..
قالت:
“وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي (أي: يحملون هودجها)؛ فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن، ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب.
فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما تكلمنا بكلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه.
وهوى حتى أناخ راحلته، فوطئ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول.
قالت: فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول..”.

hqdefault

عبد الله بن أُبيّ بن سلول كان رأسا وزعيما لحركة النفاق التي تمردت في المدينة؛ يكره ما أنزل الله ويضيق قلبه بمظاهر التدين والاستقامة التي كان يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ..
فاستغل خلوة عائشة وصفوان (الاضطرارية) ليشيع أن زوجة الرسول الذي يدعو إلى الإسلام والعفة والفضيلة؛ متورطة في خيانة زوجية !
وكان سبب هذا الموقف وأمثاله؛ هو الحسد والمنافسة السياسية؛ حيث كان ابن أبي هذا سيتوج زعيما في المدينة، فلما هاجر اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب ذاك المنافق وكره قيادة رسول الله وانتشار دعوته في المدينة ..
فلما أتيحت فرصة الإفك؛ استغلها ليطعن في الدعوة وينفر ضعاف الإيمان منها ..
قالت عائشة:
“فقدمنا المدينة، فمرضت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم، ثم يقول: (كيف تيكم). ثم ينصرف، فذلك يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت حين نقهت، فخرجت مع أم مسطح …
فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟
فقالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟
قالت: وقلت: وما قال؟
فأخرتني بقول أهل الإفك!
قالت: فازددت مرضا على مرضي”.
مسطح صحابي جليل .. له فضل ومنزلة .. ومع ذلك تأثر بالشائعة التي أشاعها المنافقون وتورط في مشكل تردادها ..
وقد أخطأ في ذلك هو ومن معه .. ونزل القرآن يوجههم إلى ما كان ينبغي لهم أن يتخذوه من موقف:
{لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا سبحانك هذا بهتان عظيم}
فالواجب على المؤمنين في مواجهة من يحاربون الدين؛ هو التضامن والتآزر .. مع التواصي بالحق وتصحيح الأخطاء، ومع التواصي بالصبر والثبات على طريق الدعوة الشائك ..
وتأثر مسطح وغيره من المؤمنين؛ يدل على حجم الدعاية الكبير الذي استطاعت حركة النفاق الوصول إليه!
قالت عائشة رضي الله عنها:
“فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله ابن أبي، وهو على المنبر، فقال: (يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما يدخل على أهلي إلا معي)”.
فشائعة النفاق لا ينبغي أن تحدث بين المؤمنين التصدع والشقاق؛ لا سيما بين أفراد الأسرة التي استهدفت بِالإفْك ..
لا سيما إذا كانت الدوافع سياسية؛ تحركها رغبات النيل من سمعة الخصم السياسي في إطار منافسة غير شريفة تأكل النجاسة وتلغ في الأعراض ..
لقد أحدثت واقعة الإفك هزة قوية في الوسط الدعوي؛ وأورثت المؤمنين حزنا وحيرة .. كما شكلت فرصة لظهور كيد المنافقين المتربصين بالدعوة الدوائر ..
لكن ذلك كله؛ انقلب خيرا عَلى الدعوة وأهلها؛ كما قال الله تعالى: {لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم}
ومضت قافلة الدعوة في سيرها ولم تتوقف بنباح الكلاب الوالغة ..

بقلم: حمّاد القباج

المصدر: kabbaj.com

Aucun commentaire: