-->

  

  CasaBook    

22/10/2013

خطاب الملك محمد السادس و الجماعة الحضرية للدار البيضاء



السؤال الذي يفرض ينفسه هو، ماذا سيكون رد فعل العدد الضخم من المنتخبين الذين يمثلون سكان الدار البيضاء، إزاء خطاب الملك؟؟

الجواب هو:

-         اجتماعات سياسوية انتخابوية فارغة تشبه من يدفن رأسه في الرمال الى أن تمر العاصفة، أو تبحث عن شماعة تعلق عليها سوء تدبيرها لمدينة كبرى يريد جلالة الملك أن يجعل منها قطبا ماليا كبيرا.
-         الشماعة او الحائط القصير الذي يريد أن يختبئ وراءه المنتخبون و ما أدراك ما المنتخبون هو: الموظفون. سيقولون بأن جماعة الدار البيضاء تشغل سبعة عشر ألف موظف و أنها في حاجة فقط الى 4000 موظف بدل 17000 موظف و أنهم يستهلكون اكبر قدر من الميزانية. لكنهم المنتخبون أنفسهم هم من وظف هؤلاء الموظفين فوق الحاجة لأسباب سياسوية هي السبب الرئيس في سوء التدبير والتسيير و تهميش الكفاءات الذي تعرفه الدار البيضاء. تهميش الكفاءات بوضعها داخل الثلاجة بدون مهام أو منحها مهام بدون وسائل عمل. في حين تستغل وسائل العمل في غير محلها (احتلال المكاتب من قبل المنتخبين بدل الموظفين مثلا، استعمال السيارات لغير اغراضها، ...... ألخ) .
لحل مشاكل جماعة الدار البيضاء يقترح بعضهم  الحلول من بينها:

-         منح الدار البيضاء نظام جماعي خاص و عصري يساير القطاع الخاص و مخالف للنظام الجماعي الكلاسيكي.
-         اتخاذ قرار مركزي يشجع و يحفز الموظفين على المغادرة الطوعية و تمديد نظام المغادرة الطوعية على مدى ثلاث أو اربع سنوات ابتداء من 2014 أو 2015 مثلا.
-         توقيف التوظيف، ليحل محله التوظيف عن طريق شركات التنمية المحلية.
-         احداث شركات تنمية محلية يساهم فيها القطاع الخاص ( الابناك مثلا ) و الدولة ( صندوق التجهيز الجماعي و صندوق الايداع و التدبير مثلا) و شركات خصوصية دولية ( لتشديد المراقبة على المجلس الاداري).
-         تفويض التتبع و المراقبة للقطاع الخاص ( على أن يكون الثمن من جزأين: جزء قار و جزء متغير حسب المخالفات التي ترتكبها شركات التنمية المحلية أو شركات التدبير المفوض )

-         بعضهم يقترح أن تتحول الجماعة الى وكالة خاصة كشركة العمران مثلا أو شركة طنجة المتوسط.
مقتطف من نص خطاب جلالة الملك يتعلق بمدينة الدار البيضاء

فإذا كانت كثير من الجماعات الترابية، تتمتع بنوع من التسيير المعقول، فإن هناك، مع الأسف، بعض الجماعات تعاني اختلالات في التدبير، من قبل هيآتها المنتخبة.  وهنا أستحضر المشاكل التي تعيشها بعض المدن كالدار البيضاء مثلا، التي أعرفها جيدا، وتربطني بأهلها مشاعر عاطفية من المحبة والوفاء، التي أكنها لجميع المغاربة . فقد خصصت لها أولى زياراتي سنة 1999، مباشرة بعد جلوسي على عرش أسلافي المنعمين، بل ومنها أطلقت المفهوم الجديد للسلطة. ومنذ ذلك الوقت وأنا أحرص على القيام بجولات تفقدية لمختلف أحيائها للوقوف على أوضاعها. كما أتابع مختلف البرامج والمشاريع الهادفة لتجاوز الاختلالات التي تعيشها. واعتبارا لمكانة الدار البيضاء كقاطرة للتنمية الاقتصادية، فإن هناك إرادة قوية لجعلها قطبا ماليا دوليا. إلا أن تحقيق هذا المشروع الكبير لا يتم بمجرد اتخاذ قرار، أو بإنشاء بنايات ضخمة وفق أرقى التصاميم المعمارية. بل إن تحويل الدار البيضاء إلى قطب مالي دولي يتطلب، أولا وقبل كل شيء، توفير البنيات التحتية والخدماتية بمواصفات عالمية، وترسيخ قواعد الحكامة الجيدة، وإيجاد إطار قانوني ملائم وتكوين موارد بشرية ذات مؤهلات عالية واعتماد التقنيات وطرق التدبير الحديثة. غير أن الدار البيضاء لا تجتمع فيها مع الأسف كل هذه المؤهلات رغم المجهودات الكبيرة على مستوى التجهيز والاستثمار، وخاصة ما يتعلق منها بالتأهيل الحضري. لكن لماذا لا تعرف هذه المدينة، التي هي من أغنى مدن المغرب، التقدم الملموس الذي يتطلع إليه البيضاويون والبيضاويات على غرار العديد من المدن الأخرى ¿ وهل يعقل أن تظل فضاء للتناقضات الكبرى إلى الحد الذي قد يجعلها من أضعف النماذج في مجال التدبير الترابي ¿ فالدار البيضاء هي مدينة التفاوتات الاجتماعية الصارخة، حيث تتعايش الفئات الغنية مع الطبقات الفقيرة. وهي مدينة الأبراج العالية وأحياء الصفيح. وهي مركز المال والأعمال والبؤس والبطالة وغيرها، فضلا عن النفايات والأوساخ التي تلوث بياضها وتشوه سمعتها. وأما الأسباب فهي عديدة ومتداخلة .. فإضافة إلى ضعف نجاعة تدخلات بعض المصالح الإقليمية والجهوية لمختلف القطاعات الوزارية، فإن من أهم الأسباب، أسلوب التدبير المعتمد من قبل المجالس المنتخبة، التي تعاقبت على تسييرها والصراعات العقيمة بين مكوناتها، وكثرة مهام أعضائها، وازدواج المسؤوليات رغم وجود بعض المنتخبين الذين يتمتعون بالكفاءة والإرادة الحسنة والغيرة على مدينتهم. وبكلمة واحدة فالمشكل الذي تعاني منه العاصمة الاقتصادية يتعلق بالأساس بضعف الحكامة. فرغم أن ميزانية المجلس الجماعي للدار البيضاء تفوق بثلاثة إلى أربعة أضعاف تلك التي تتوفر عليها فاس أو مراكش مثلا، فإن المنجزات المحققة بهاتين المدينتين في مجال توفير وجودة الخدمات الأساسية تتجاوز بكثير ما تم إنجازه بالدار البيضاء. وخير مثال على ذلك، ما يعرفه مجال التطهير من خصاص كبير، بحيث تظل المنجزات محدودة وأقل بكثير من حاجيات السكان، مقارنة بما تم تحقيقه بالرباط وفاس ومراكش ومدن أخرى. وهو ما تعكسه، على الخصوص، نسبة تصفية المياه المستعملة، التي تبقى ضعيفة جدا، إذ لا تتجاوز 45 بالمائة بالدار البيضاء، في الوقت الذي تم الإعلان عن التطهير الكامل لمدينة الرباط، بنسبة بلغت 100 بالمائة، سواء في الربط بقنوات الصرف الصحي، أو في مجال تصفية المياه المستعملة. كما تصل النسبة في هذا المجال إلى 100 بالمائة، بكل من فاس ومراكش. إن هذا الوضع المعقد يتطلب تشخيصا عاجلا، يحدد أسباب الداء، وسبل الدواء. ذلك أن تقدم المدن لا يقاس فقط بعلو أبراجها، وفساحة شوارعها، وإنما يكمن بالأساس، في توفير بنيتها التحتية، ومرافقها العمومية، وجودة نمط العيش بها. وهنا أذكر بما قلته في أول خطاب، بعد تقلدنا أمانة قيادة شعبنا الوفي، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 1999، حيث أكدت أننا لا نملك عصا سحرية لحل جميع المشاكل. ولكننا سنواجهها بالعمل والجدية والضمير. وهو ما ينطبق على الدار البيضاء. غير أن المسؤولين على تدبير الشأن العام بها، يتوفرون على الإرادة والعزم للنهوض بمدينتهم. وهو ما يتعين عليهم ترجمته على أرض الواقع. وأمام ما تشهده العديد من المدن الكبرى والمتوسطة، والمراكز القروية، من اختلالات، فإننا نتوجه للأحزاب السياسية، لضرورة العمل على إفراز كفاءات ونخب جهوية جديدة، مؤهلة لتدبير الشأن العام المحلي، خاصة في ظل ما يخوله الدستور للجماعات الترابية من اختصاصات واسعة، وما تفتحه الجهوية المتقدمة من آفاق، وما تحمله من تحديات. كما نهيب بالحكومة والبرلمان، لتفعيل المقتضيات الخاصة بالجهة والجماعات الترابية الأخرى، والإسراع بإقرار النصوص القانونية المتعلقة بها. وبموازاة ذلك، فإن الحكومة مطالبة بالإسراع باعتماد ميثاق اللاتمركز الإداري، ما دام الأمر يدخل ضمن اختصاصاتها، ولا يستلزم إلا إرادتها الخاصة. وهو الميثاق الذي سبق أن دعونا إلي ه عدة مرات

نص الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك اليوم في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة

Aucun commentaire: